فصل: تفسير الآيات (9- 12):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآيات (26- 28):

{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
قوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} [26] عن كتابه بعد البيان الذي أتاكم. {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ} [27] قال: ذكر هذا خصوص لمن كان من العالمين عالما بالذكر منقادا للشريعة، ألا ترى كيف قال اللّه تعالى: {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} [28] على الطرق إليه بالإيمان به، ولا تصح لكم تلك الاستقامة في الأصل والفرع إلا بمشيئتي السابقة فيكم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الانفطار:

.تفسير الآيات (5- 6):

{عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}
قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [5] أي ما قدمت من خير أو شر، وأخرت من سيئة سنتها واقتدى بها فيها.
قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [6] قال: أي ما غرك بدونه فقطعك عنه مع لطفه وكرمه.
قيل له: ما القاطع؟ قال: العبد للّه واللّه لعبده، وليس شيء أقرب إليه من قلب المؤمن، فإذا حضر الغير فيه فهو الحجاب، ومن نظر إلى اللّه بقلبه بعد عن كل شيء دونه، ومن طلب مرضاته أرضاه بحلمه، ومن أسلم إلى اللّه تعالى قلبه تولى جوارحه فاستقامت، وإنما شهدت قلوبهم على قدر ما حفظوا من الجوارح.
ثم قال: ألزموا قلوبكم، نحن مخلوقون وخالقنا معنا، ولا تملوا من أعمالكم، فإن اللّه شاهدكم حيثما كنتم، وأنزلوا به حاجاتكم، وموتوا على بابه، وقولوا: نحن جهال وعالمنا معنا، ونحن ضعفاء ومقوينا معنا، ونحن عاجزون وقادرنا معنا، فإن من لزمها كان الهواء والفضاء والأرض والسماء عنده سواء.
وقال عمر بن واصل تلميذ سهل: إذا قرأ هذه الآية قال: غرني الجهل بترك العصمة منك.

.تفسير الآية رقم (13):

{إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)}
قوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ} [13] قال: نعيم الخاص من عباده، وهم الأبرار، لقاؤه ومشاهدته، كما كان نعيمهم في الدنيا مشاهدته وقربه.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها المطففون:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [1] قال: هم المنافقون ومن تخلق بأخلاقهم، يطففون في صلاتهم، كما قال سليمان رضي اللّه عنه: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال اللّه تعالى في حق المطففين: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] وتغمزونهم على ما عثروا عليه من عيوب الناس، وترتكبون مثلها وأفظع منها. ولا يطلع على عثرات الخلق إلا مخطئ جاهل، ولا يهتك سر ما اطلع عليه إلا ملعون. ولقد حكي أن اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: أشكو إليك عبادي يا داود. فقال: ولم يا رب؟ قال: لأنهم يذنبون في السر ويتوبون في العلانية، وإني لا أريد أن يطلع غيري على ذنب عبدي.

.تفسير الآية رقم (15):

{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
وقال عمر ابن واصل: سألت سهلا عن قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [15] قال: هم في الدنيا محجوبون عن الآمر والزاجر، كما روي في الخبر: طوبى لمن كان له من قلبه واعظ، ومن قلبه زاجر، فإذا أراد اللّه فيه أمرا غيب معناه عنه، وهم في الآخرة محجوبون عن الرحمة، والنظر إلى اللّه عزّ وجلّ، وعن نظره إليهم بالرضا والرضوان عند مناقشته إياهم، كما قال: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} [الصافات: 24] عن الدنيا فتلزمهم الحجة فيدخلهم النار، ثم يفتح للمؤمنين مناظر إليهم فينظرون إليهم وهم يحرقون بالنار، ويعذبون بألوان عذابها، فتقر أعينهم فيضحكون منهم، كما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين، ثم تسد المناظر، وتطبق عليهم، فعند ذلك بمحو اللّه أسماءهم، ويخرج ذكرهم من قلوب المؤمنين ويقول: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ} [36] وفيها دلالة بينة على إثبات الرؤية للمؤمنين خاصة.

.تفسير الآية رقم (18):

{كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [18] قال: الكتاب ظاهره في الآيتين جميعا أعمال الخير والشر، وباطنه أرواح المؤمنين وأرواح الكافرين، تجمع أرواح المؤمنين عند سدرة المنتهى، في حواصل طير خضر ترتع في الجنة إلى يوم القيامة، مرقوم بالرضا والرضوان، وتجمع أرواح الكفار في سجّين تحت الأرض السفلى، تحت خد إبليس لعنه اللّه، مرقوم بالعداوة والبغضاء.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الانشقاق:

.تفسير الآية رقم (2):

{وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2)}
قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ} [2] أي سمعت لربها وأجابت بالامتثال بأمره وحق لها أن تفعل.

.تفسير الآيات (6- 9):

{يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)}
{يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً} [6] أي ساع بعملك إلى ربك سعيا {فَمُلاقِيهِ} [6] بسعيك فانظر في سعيك يصلح للجنة ولقربه أم للنار وبعده. وقد قال عمارة ابن زاذان : قال لي كهمس: يا أبا سلمة أذنبت ذنبا فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة. قلت: ما هو يا أبا عبد اللّه؟ قال: زارني أخ لي فاشتريت له سمكا مشويا بدانق، فلما أكل قمت إلى حائط جاري، فأخذت منه قطعة، فغسل بها يده، فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة.
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً} [7- 8] أي نغفر ذنوبه فلا نحاسبه بها، كما روي في الخبر أن اللّه تعالى إذا أراد أن يستر على عبد يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه، ثم غفرها له.
{وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} [9] في الجنة بتحقيق ميعاد اللقاء، وبما نال من الرضا.
واعلم أن اللّه له عباد لا يوقفون مواقفة، ولا يحسون بهول من أهوال يوم القيامة من الحساب والسؤال والصراط، لأنهم له وبه، لا يعرفون شيئا سواه، ولا لهم دونه اختيار.

.تفسير الآية رقم (19):

{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)}
قوله عزّ وجلّ: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} [19] قال: باطنها لترفعن درجة فوق درجة في الجنة، ولتحولن من حال إلى حال أشرف منها وأسر، كما كنتم في الدنيا ترفعون من درجة إلى درجة أعلى منها، من طمع وخوف وشوق ومحبة.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها البروج:

.تفسير الآية رقم (3):

{وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)}
قوله تعالى: {وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [3] قال: قيل الشاهد الملك، كما قال: {سائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]، والمشهود يوم القيامة، وذلك يوم القيامة، فقال ابن عباس رضي اللّه عنهما: الشاهد محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والمشهود القرآن. وقيل: المشهود الإنسان. وقال سهل: الشاهد نفس الروح، والمشهود نفس الطبع، لأن نفس الطبع مع فهم العقل وفطنة القلب على كل واحد منهما شاهد، واللّه على الكل شهيد.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)}
قوله عزّ وجلّ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [14] يعني الغفور للمذنبين، الودود للمغفرة، المتودد المتحبب إلى عباده، بما أولاهم من سابغ نعمه، وجميل آلائه وإحسانه.

.تفسير الآية رقم (22):

{فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}
قوله تعالى: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [22] قال: المحفوظ صدر المؤمن، محفوظ عليه أن يناله غير أهله، لأن أهل القرآن هم أهل اللّه وخاصته، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الطارق:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1)}
قوله تعالى: {وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ} [1] قال: السماء في اللغة السمو والعلو، فباطنها روح محمد صلّى اللّه عليه وسلّم قائم عند رب العزة والطارق.

.تفسير الآيات (3- 4):

{النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)}
{النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [3] وهو قلبه، يعني مشرق بتوحيد اللّه وتنزيهه ومداومة الأذكار ومشاهدة الجبار. وقال مرة أخرى: الثاقب قلب المؤمن، يعني مشرق مطهر عن كل شك وريب جرت عليه من وساوس العدو ونفس الطبع.
قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ} [4] أي على نفس الطبع حافظ من عصمة اللّه.

.تفسير الآيات (9- 12):

{يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ} [9- 10] قال: أي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم اللّه فيما فرض عليهم ونهاهم عنه، فإن أعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم. ولقد كان الربيع يقول: السرائر التي تخفى على الناس، وهي للّه بواد، التمسوا دواءهن. ثم يقول: وما دواؤهن؟ هو أن يتوب ثم لا يعود. ثم قال سهل: آلة الفقير ثلاثة أشياء: أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره.
قوله تعالى: {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ} [11] قال: ظاهرها ذات الرجع بالمطر بعد المطر.
{وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ} [12] بالنبات، وباطنها القلب يرجع بالندم بعد الذنب، {وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ} [12] الأرض تنصدع من الموافقات بالأفعال والأقوال.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَأَكِيدُ كَيْداً (16)}
قوله تعالى: {وَأَكِيدُ كَيْداً} [16] قال: كيده بهم في الدنيا الاستدراج والاغترار، وبالآخرة الحسرة عند نظرهم إلى إكرام الموحدين وإعزازهم، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الأعلى جلّ وعلا:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [1] قال: هو تنزيهه عن الأضداد والأنداد في الظاهر، وفي الباطن مشاهدته بالذكر في الصلاة دون مشاهدة غيره.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3)}
قوله تعالى: {قَدَّرَ فَهَدى} [3] قال: قدر عليهم الشقاوة والسعادة، ثم تولى أهل السعادة، ووكل أهل الشقاوة إلى أنفسهم، قال: والهدى هدايان: أحدهما البيان، والآخر التولي من اللّه تعالى، ألا ترون كيف يهتدي إلى سبب معاشه إلى ثدي أمه لتولي اللّه إياه وإلهامه إياه.